الأسرة الكبيرة

ُتعتبر القراءة أحد أهم روافد غريزة الفضول، بل وأهمها بالنسبة للمبدع في فنون الكلمة والصورة، وكاتبنا القاصّ والكاتب إبراهيم الديب لديه نَهمٌ وشغفٌ كبيرٌ بالقراءة التي شكلت له، وأعطتهُ وسائل السباحة في بحارِ الثقافة بتنوعها العلميّ، والأدبيّ، بل والفنيّ، إنّ غزارة قراءاته المتنوعة في ألوان الأدب من تاريخٍ، وقصةٍ، وروايةٍ، وشعرٍ، وتراجم، فضلاً عمّا مكنته هذه القراءة في الإجادة المتواصلة في أُسلوب الكتابةِ والسردِ وفق تصنيفات الإبداع، فإنها مكنتهُ أيضاً في الكتابة في هذه التصنيفات المتباينة بدرجةٍ ترقى إلى التميز والانفراد.
إنّ كاتبنا قارئ بدرجة الامتياز، لذا فإنّ القراءة والتأمل الجادين أعطياه ويسرا لهُ مساراً أيضاً مُتميزاً في الكتابة، وكتاباته تقعُ ما بين قصصٍ استمدَّ جذورها من واقعه المُعاش وأيضاً من سِيرتهِ وتجاربهِ الخاصة والذاتية، تتوازى مع استدعاء رؤاه الشخصية لمن قرأ عنهم أو لهم من الرواد في فنون الكلمة، مفكرون، وفلاسفة، وأدباء، وعلماء، وصحافيون.
وفي هذا الكتاب يهدي إلينا نماذج مما قرأ لهم، وبهذا يجدد للكبار منا تذكيراتٍ بهم، أو يلفتُ انتباه البعض الآخر إليهم لدعم الخلفية الثقافية لديهم، وأخيراً… وفاءً لهذه الشخصيات التي أثرت وتأثر بها في مشوارهِ الإبداعي.